الصدمه الكهربائية علاج لإدمان الإنترنت
في طريقة جديدة لمعالجة ظاهرة' إدمان الانترنت' وخصوصا ممارسة الألعاب الالكترونية, لجأ أطباء صينيون بمركز داتشنغ لعلاج الإدمان الذي يواكب تطبيقات الطرق العلاجية العسكرية والمدنية إلي إستخدام صدمات كهربائية خفيفة بجهد كهربائي يسير, وقد حققت الطريقة نجاحا عاليا في الشفاء وصلت نسبته إلي70%. الصين, التي تشهد نموا في الثراء وإزدياد الضغوط علي الشبان وخاصة المراهقين تعاني من تفشي ظاهرة ادمان الانترنت, وترتبط هذه الظاهرة بمحاولة الشباب الهروب من الضغوط الاجتماعية والأسرية التي تتطلب منهم التفوق في التحصيل الدراسي, وتقودهم إلي الانغماس في لذة ممارسة الألعاب التي لا تتطلب أي مجهود يذكر.
وتقدر السلطات الصحية الصينية نسبة المصابين بإدمان الانترنت من بين مستخدميه من الذين تقل أعمارهم عن18 عاما, بنحو13%, وعلي الرغم من أن الاختصاصيين في الدول الغربية لايزالون مترددين في تحديد طبيعة هذا الإدمان الالكتروني, إلا أن نظراءهم الصينيين لا يترددون في إعتباره ضربا من الإدمان شأنه في ذلك شأن إدمان المخدرات والكحوليات ولعب القمار.
أخطر ما يهددني ويهددك هو عدم الانتباه مبكرا إلي مصيدة الضغط العصبي التي ندخلها بارادتنا دون وعي, ولا نشعر بوطأة ذلك إلا بعد أن يستفحل الداء ويصبح العلاج صعبا.. وربما يكون مستحيلا في بعض الأحيان!
والسبب في ذلك أن دوامة الحياة تلهينا جميعا عن الالتفات إلي بعض الأعراض والشواهد التي نحسها بين الحين والحين ومع ذلك نتجاهلها ولا نري فيها سوي أنها نوبة صداع طارئة أو تلبك في المعدة يمكن أن يزول, أو شد عضلي نتيجة حركة مفاجئة.. مع أن المسألة غالبا ما تكون أعمق من ذلك وأخطر!
ومن يتابع ترمومتر الثقافة العامة في معظم الدول المتقدمة علي مدي السنوات الأخيرة يجد أن هناك تزايدا ملحوظا في عدد الصفحات التي تخصصها المجلات الأسبوعية للشئون العلاجية والطبية للإنسان وأنه لا يخلو إرسال تليفزيوني من عدة ساعات كل يوم لتبصير الناس وتحذيرهم من مخاطر عدم الاهتمام بالمؤشرات التي تصاحب أي أعراض بدنية أو نفسية, وأنه ينبغي سرعة التوجه إلي أقرب طبيب متخصص بدلا من مواصلة الاعتماد علي روشتات الأصدقاء وتفسيراتهم العشوائية في ظل تأكيدات بحثية تشير إلي أن غالبية الأمراض العضوية بما فيها نسبة كبيرة من الأمراض المستعصية تنتج عن تراكم الاختلال النفسي والعصبي للإنسان!
لقد توصلوا في الدول المتقدمة إلي حقيقة لم تعد محل خلاف وتؤكد صحة المثل الشعبي الشائع عندنا القائل إن الإنسان طبيب نفسه...
فكلما توافرت للإنسان القدرة علي مصارحة نفسه وحمايتها من عوامل التوتر والقلق والانقباض والاكتئاب فإنه يضمن لنفسه صحة نفسية جيدة, ويتفادي إلي حد كبير مخاطر الاصابة بغالبية الأمراض العضوية!
وهنا يكون السؤال هو: كيف يصبح الإنسان بالفعل طبيب نفسه؟
والجواب هو: أنه ينبغي أن ينفرد الإنسان بنفسه ـ مرة كل شهر علي الأقل ـ لكي يجري تأملا دقيقا وأمينا لذاته لكي يعرف بصدق... متي بدأ يشعر بالقلق وما هي أسباب هذا القلق, وكيف تحول القلق إلي توتر, والتوتر إلي انقباض والانقباض إلي اكتئاب, والاكتئاب إلي إحباط.. إلخ.
أريد أن أقول: إن مثل هذه الجلسة الانفرادية للشخص مع ذاته ـ مرة كل شهر ـ كفيلة بأن تشير إليه بأمانة عن أسباب معاناته, وتفتح له الطريق بسهولة لسرعة الخروج من القلق والتوتر واستعادة الحيوية والنشاط لصحته النفسية..
وليست هناك شروط لضمان نجاح هذه الجلسة الانفرادية تحت شعار الإنسان طبيب نفسه سوي شرط واحد هو أن يتسلح المرء بأعصاب هادئة لا تسمح لعوامل الأرق والقلق أن تنغص عليه حياته, أو أن تحرمه من حقه الطبيعي في الاسترخاء والهدوء والاستمتاع بحاضره بعيدا عن حمل هموم الغد, سواء كانت هذه الهموم طموحات مشروعة أو ديونا مستحقة وواجبة السداد!
ولا يخفي علي أحد أن أخطر ما يترتب علي القلق والتوتر أن الإنسان يحرم نفسه ـ دون أن يدري ـ من الحصول علي القسط الكافي من النوم العميق حتي لو أمضي في فراشه ضعف الوقت الذي يحتاجه من النوم...
وبالتالي يحرم الإنسان نفسه من متعة استرخاء لا يعرف قيمتها إلا من تعذبهم ضمائرهم نهارا فيطاردهم الأرق ليلا ويطرد النوم من جفونهم إكراها, وبالتالي يفقد الإنسان قدرته علي مواصلة العيش بالكفاءة اللازمة التي تمكنه من أداء واجباته كما ينبغي!